الصفحات

الأحد، 4 سبتمبر 2011

الحمى القلاعية_foot &mouth disease

بسم الله الرحمن الرحيم


التعريف بالمرض :


  الحمى القلاعية مرض فيروسي سريع الانتشار يصيب الحيوانات ذات الحافرين المستأنسة والبرية منها ويتميز بظهور حويصلات على الغشاء المخاطي المبطن للفم وعلى جلد منطقة ما بين الحافرين ومنطقة الإكليل فوق الحافر مباشرة، كما يتميز بنسب نفوق منخفضة و نسب إصابة مرتفعة.

المسبب للمرض  :


الفيروسات المسببة للحمى القلاعية هى من الفيروسات التي تحتوي على R.N.A  حيث تحتوي على خيط و حيد من ال R.N.A و تصنيفه العلمي :
عائلة بيكورنافيريدى Picornaviridae"".  _ جنس آفثو ""Aphtho virus 
هذا الفيروس له سبع عترات مختلفة في درجة الضراوة و هما O , A, C , SAT1 , SAT2 , SAT3 AND ASIA1 
وأكثر من ستون تحت عترة ""Subtypes مختلفة مناعياً وسيرولوجياً وذات درجات ضراوة متفاوتة

في مصر تم عزل العترة "A" في الأوبئة التي حدثت في أعوام 1949، 1950، 1953، 1956، 1958 بينما تحت العترة "SAT1" تم عزلها عام 1960، أما تحت العترة "O1" فقد تم عزلها عام 1972 و ظلت هي الأكثر انتشارا و سيادة حتى الآن.

فيروسات الحمى القلاعية تتأثر بالأحماض والقلويات وأشعة الشمس،

يستطيع الفيروس البقاء حيا عند درجة حرارة 20 تحت الصفر و لمدة عامين كما يستطيع البقاء حيا في اللحوم المجمدة و لمدة 80 يوم و خصوصا في الغدد الليمفاوية
الفيروس يمكنه البقاء لمدة عام أو أكثر في الحظائر الملوثة به ولمدة 10 – 12 أسبوع في الملابس والأعلاف و لمدة 30 يوم في السائل  المنوي المجمد عند - 79  م ويعتبر هيدروكسيد الصوديوم 2% و محلول الفورمالين 2% أفضل المطهرات خاصة بعد التنظيف بمحلول كربونات الصوديوم 5%.


الوبائية :

المرض منتشر عالمياً على نطاق واسع و يتوطن في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا ومعظم أقطار أمريكا الجنوبية و في بعض المناطق في أوربا، أما الدول القليلة الخالية منه فهي كندا استراليا ونيوزيلندا واليابان. 

طرق انتقال العدوى :

_عن طريق التلامس او الحتكاك المباشر ل الحيوانات المريضة والحيوانات الحاملة للمرض حيث تفرز هذه الحيوانات الفيروس في اللعاب المحتوى على سوائل الحويصلات الذي يحتوى على أعلى تركيزات الفيروس و كذلك اللبن و البول والروث و السائل  المنوي. ويتواجد الفيروس في اللحوم التي تم تجميدها بسرعة خاصة غير المطهية.
_عن طريق الاستنشاق الهواء الملوث بالفيروس بصفة أساسية، والرياح قد تنقل الفيروس لمسافة تزيد عن 100كم.
_كما ينتقل الفيروس عن طريق بعض الحيوانات الاليفة و التي تعتبرحاملة للمرض و غير قابلة للاصابة به كالكلاب و القطط و الطيور المهاجرة و الفئران و الحشرات كالقراض

الحيوانات القابلة للاصابة :

كل الحيوانات ذات الحافرين قابلة للاصابة و بخاصة الابقار ثم الجاموس حيث تكون نسبة الاصابة فيهما عالية و يليهما الاغنام و الماعز و الابل و الخنازير
في مصر تكون نسبة الاصابة في الجاموس مساوية للابقار
القوارض والطيور والمجترات البرية حساسة للإصابة ومصدر شائع للعدوى وقد تعمل كمخزن للفيروس.
الإصابة الإكلينيكية قد تحدث في الإنسان خاصة الأطفال ولكن بشكل نادر عن طريق شرب اللبن الملوث بالفيروس.


الاهمية الاقتصادية للمرض :

يعد المرض من أكثر الأمراض خطورة نظرا لسرعة انتشاره و الخسائر الإنتاجية التي يسببها المتمثلة في تدنى إنتاج اللحم واللبن إلى جانب النفوق بين العجول الذي قد يصل إلى 50% أحيانا، هذا إلى جانب كونه أحد الأمراض المشتركة التي قد تصيب الإنسان. المرض تصنفه منظمة الأوبئة العالمية بباريس ضمن القائمة "أ".

الامراضية :

ينتقل الفيروس الى الحيوان عن طريق الحتكاك المباشر او الاستنشاق حيث يهاجم الاغشية المخاطية للتجويف الفمي او البلعوم حيث يخترق الخلايا الطلائية لهذه الاغشية المخاطية و من ثم الى السيتوبلازم حيث يتكاثر فيه الى ان تتفتت الخلية حيث ينطلق الفيروس ليصيب خلايا اخرى كما يصيب الخلايا وحيدة النواة (MONONUCLEAR CELL) و التي تعود او تصرف داخل الجهاز الليمفاوي  و من ثم ينتقل الفيروس الى الدم محدثا انتشار دموي VIREMIA
بعد ان ينتشر الفيروس في الدم يتمركز في الانسجة الطلائية للتجويف الفمي و البلعوم و المرئ و المعدة 
كما يميل الى التمركز في الاماكن البشراوية( EPIDERMAL SITES) في الضرع و الالاقدام 
كما يصيب  العضلات و خصوصا العضلات القلبية و العضلات الارادية 
حيث يتكاثر الفيروس محدثا تهيجات مستمرة في الانسجة و تنكسات خلةية (DEGENERATION) و التى تؤدي الى تكون حويصلات سرعان ما تكبر و تنفجر محدثة تقرحات و عدوى بكتيرية ثانوية


الاعراض المرضية :
 
1_في الأبقار والجاموس:
 تتراوح فترة الحضانة ما بين 3-8 أيام ونسب الإصابة قد تصل إلى 100%، نسب النفوق بين الحيوانات البالغة قد تبلغ 0.2 – 5% أما في العجول فقد ترتفع حتى 50 – 70% و دورة المرض تتراوح غالباً فيما بين 2-3 أسابيع وقد تزيد إلى 6 أسابيع في حالة حدوث مضاعفات. في المناطق التي يتوطن بها المرض وكذلك الحال في الجاموس نسب الإصابة و النفوق تكون منخفضة و الأعراض أقل حدة.

ارتفاع في درجة الحرارة 40–41 مْ لمدة 1-4 أيام مع خمول وتوقف الاجترار وانخفاض إنتاج اللبن
التهاب الغشاء المخاطي للفم  و يكون مؤلم بسبب تكون الحويصلات مما يسبب سيلان اللعاب بشدة  تمطى الشفاه المميز. 
بعد ذلك يبدأ ظهور الحويصلات المميزة على الغشاء المخاطي للفم واللسان واللثة والمخطم وعلى القدم بين الظلفين وعلى منطقة الإكليل مما يسبب عرج الحيوان المصاب وقد تمتد الحويصلات أيضا للضرع والحلمات. هذه الحويصلات يتراوح قطرها ما بين 1- 2 سم وتحتوي على سائل مصلى و تنفجر خلال 24 ساعة تاركة سطح مؤلم خشن يلتئم خلال أسبوع ما لم تتعقد بالبكتيريا الثانوية. العجول قد يحدث لها موت مفاجئ  نتيجة تغيرات انحلالية بعضلات القلب.
حدوث عرج شديد للحيوان ومن الممكن ان يصاحب معه فقدان في اظلاف للحافر (LOSS OF HORNY COVERING OF THE FOOT ) و يصبح الحيوان راقد

تقرحات و التهابات في الضرع و اجهاض في الحيوانات العشار
    العواقب الشائعة للمرض تشمل

تغيرات انحلالية بعضلات القلب والنفوق بالعجول وكذلك انفصال الأظلاف و التهاب الضرع و الإجهاض









2_في الأغنام والماعز: غالبا ما يظهر العرج كأول الأعراض ثم يليها ظهور الحويصلات وسيلان اللعاب. 



3_الحيوانات الرضيعة والصغيرة : كالحملان والجديان والخنازير قد يحدث لها موت مفاجئ كالعجول نتيجة تغيرات انحلالية بعضلات القلب، والحالات التي تشفى قد تتعرض لظاهرة مرضية مزمنة" تتميز بصعوبة التنفس و اللهث عند بذل أي مجهود.
4_في الخنازير: تتمثل الأعراض  في سيلان اللعاب والحويصلات على مقدم الفم وإصابات القدم فيها يسهل اكتشافها وتعرج الخنازير وتسير على أطراف أصابعها و قد يحدث انفصال للأصابع.



5_ في الجمال: تلعب دوراً مهماً في وبائية المرض كمخزن ومصدر للعدوى فقط


التشريح المرضي :

  وجود الحويصلات وتآكل أوقرح الفم والقدم  كما أن الآفات قد ترى على الضرع والمرئ والمعدة و أعمدة الكرش والقصبة والشعب الهوائية. 
غشاء التامور يحتوي على سوائل زلالية
في الشكل الخبيث للمرض او في الحيوانات الرضيعة قد تشاهد التغيرات الانحلالية في عضلات القلب على هيئة بؤر تنكرزية رمادية منتظمة في صفوف فيما يعرف بقلب النمر كما قد تشاهد بالعضلات  الهيكلية. 

 
التشخيص:
 

يتم الاشتباه بمرض الحمى القلاعية من نموذجه  الوبائي المتمثل في الانتشار السريع ونسبة الإصابة العالية وقلة الوفيات بين الحيوانات البالغة وتزايدها في صغار الحيوانات إلى جانب الأعراض و آفات الفم والقدم.
 العينات اللازمة للتشخيص المعملي:

    لعزل الفيروس و اكتشاف مستضادته، من الحيوان الحي يلزم جمع سائل الحويصلات الطازج و أنسجة طلائيه من الحويصلات أيضا في معلق الجليسرين الملحي كما تؤخذ عينة من اللعاب، و كذلك في المراحل الأولى أثناء فترة الحمى يتم أخذ عينات دم على مانع تجلط لفصل الطبقة السنجابية"Buffy coat". ومن الحيوانات حديثة النفوق قطاعات نسيجية من العقد الليمفاوية و الكلي  والقلب والغدد الكظرية والدرقية يتم جمعها على ثلج. يجب فحص هذه العينات بأسرع ما يمكن، كمالا يجب تجميد عينات الدم.

    للاختبارات السيرولوجية يجب جمع زوج من عينات المصل الأولى أثناء الحمى والثانية خلال فترة النقاهة.

     يتم إكتشاف الحالات الإيجابية و تصنيف الفيروس باستخدام  اختبار التثبيت المكمل المباشرأو اختبار اليزا يستخدم فيه أجسام مضادة وحيدة النسيلة إلى جانب عزل الفيروس وكذلك رصد الأجسام المضادة له باستخدام اختبار التعادل المصلى أو اختبار الإليزا أو عن طريق اختبارات الانتشار المناعي. كما يمكن حقن حيوانات التجارب معمليا أو حقن الحيوانات الكبيرة في حالة توافر التجهيزات الخاصة التي تحول دون تسرب الفيروس. 


 التشخيص المقارن: 
يجب تمييز الحمى القلاعية من بعض الأمراض الحويصلية مثل مرض التهاب الفم الحويصلى والطفح الحويصلى في الخنازير. كما يجب تمييزه من تلك التي تسبب آفات تآكليه وقروح على الفم أو المخطم مثل الإسهال الفيروسي والطاعون البقرى والتهاب الرأس الخبيثة والتهاب الأنف والقصبة الهوائية المعدي واللسان الأزرق وجدري الأبقار. كما يجب تمييزه من الأمراض التي تسبب العرج وآفات القدم مثل حمى الأيام الثلاثة و تعفن الحافر و الإكزيما المعدية بالأغنام .

 المناعة: الحيوانات التي شفيت من المرض تكتسب مناعة لفترة محدودة لنفس العترة بينما يمكن إصابتها بعد الشفاء مباشرةً بالعترات المغايرة.


العلاج :

علاج الاعراض المرضية اول باول لتقليل نسبة الاصابة و الوفيات
اعطاء مضاد حيوى واسع المدى للحد من انتشار العدوى البكتيرية الثانوية
بالنسبة للقروح التي في الفم يتم غسيلها بمطهر غير مهيج للاغشية المخاطية ك حمض البوريك 1% و ازالة الانسجة الميتة برفق
او اضافة شبة و طحينة بنسبة 1:2 و تقليبهما جيدا و تدليك التجويف الفمي
بالنسبة للقروح التي في الحافر يتم تطهيرها  بمطهرات قوية و ازالة الانسجة الميتة ووضع مضاد حيوي موضعي عليها كجراميسين مرهم او نيوميسين بودرة ان امكن وضعه
بالنسبة لاتهاب الضرع يتم التعامل معه كما ذكر سابقا و ازالة القرح ان وجدت بحرص
اعطاء خافضات للحرارة كالنوفالجين 
حقن ا,د3,ه للمساعدة على الاسراع في تكوين و بناء الانسجة


التطعيم :


  • التطعيم الدوري المنتظم باللقاحات الميتة هو الإجراء المتبع و اللقاح يجب أن يغطى العترات المحلية المتواجدة.
  • أثناء الأوبئة يتم تشديد إجراءات الحجر البيطري مع منع  حركة الحيوانات  ومنتجاتها وتقليل حركة الأشخاص والسيارات للحد الأدنى كما يتم قفل الأسواق وكذلك التخلص من كل مصادر العدوى والتطهير بهيدروكسيد الصوديوم 2% بعد التنظيف بمحلول كربونات الصوديوم 5%.
  • يستعمل حالياً في مصر لقاح نسيجي فاقد الضراوة يحتوى على العترة   " O1 " ويعطى مناعة لمدة ثمانية أشهر ويعطى مرة كل ستة أشهر. العجول المولودة من أمهات محصنة تكون أول جرعة لها عند عمر 6 شهور  مع جرعة منشطة عند عمر 10  شهور ، أما العجول المولودة من أمهات غير محصنة فإن أول جرعة تكون عند عمر 4 شهور والجرعة المنشطة عند عمر8 شهور.




هناك تعليق واحد:

  1. اول مرة افهم واركز فى موضوع بيطرى بعد الجهد الرائع والاكثر من ممتاز للموقع ده فجزاكم الله خيرا على هذا العمل المميز

    ردحذف