تأثير الغذاء المحبحب على نمو الأرانب

بسم الله الرحمن الرحيم


تأثير الغذاء المحبحب على نمو الأرانب


الملَّخص :


أجريت تجربتان لدراسة تأثير العلف المحبحب على نمو أرانب كاليفورنيا البيض. فقد صممت خلطة غذائية تتناسب والاحتياجات اللازمة لنمو الأرانب المفطومة، وجهزت بحالين؛ مطحون، وآخر محبحب،وقد استخدم في التجربة الأولى ٣٦ أرنبًا مفطومًا، قسمت عشوائيًا بصورة متساوية إلى ٦ مجموعات، وضعت في أقفاص مستقلة.
وقدم للجميع وبنفس الوقت غداء محبحب و آخر مطحون، لتتناوله بحرية تامة ، ووفق حاجتها لمدة ٢٥ يومًا.
واستخدم في التجربة الثانية ٢٤ أرنبًا، قسمت بدورها عشوائيًا، وبصورة متساوية إلى مجموعتين،حيث قدم لأرانب المجموعة الأولى العلف المحبحب؛ وللمجموعة الثانية العلف المطحون كي تتناوله بحرية تامة، وحسب الحاجة، لمدة ٢٥ يومًا أيضًا.
فقد أظهرت نتائج التجربة الأولى أن الأرانب تفضل - بوضوح تام - العلف المحبحب على المطحون،لأن نسبة استهلاك العلف الأول كانت ٩٧,٤ .% مقارنة ب ٢,٦ % من العلف المطحون؛ وأظهرت نتائج التجربة الثانية وجود فروقات معنوية عالية (p<0.01)في معدل التحويل الغذائي، بين أفراد المجموعة الأولى والثانية، فقد كانت كفاءة التحويل بمعدل ٣,٢ كغ علفًا محبحبًا مقارنة ب ٥,١ كغ علفًا مطحونًا في كل ١ كغ لحمًا، وكان معدل النمو اليومي بحدود ٤٠,٣ غ/اليوم.
وعليه… يمكننا القول: إن العلف المحبحب أفضل بكثير من العلف غير المحبحب، ومن الأهمية بمكان النصح بإجراء دراسات أُخر للتيقن من تفوق العلف المحبحب قبل استخدامه تجاريًا.




المقدمة :


تعد مشكلة نقص المواد العلفية من أهم الأسباب المعيقة تطور الثروة الحيوانية، والإنتاج الحيواني، مما يستدعي تطوير المصادر العلفية التقليدية، واستثمارها بصورة ُفضلى في تغذية الحيوان، والتغذية من أهم عوامل تربية الأرانب، وأيا كانت نوعية الأرانب المرباة فإنها تتأثر كثيرًا بالمستوى الغذائي المقدم لها، إذ تصل لأقصى إنتاج عندما يقدم لها مستوى غذائي جيد ولاسيما في الرعاية المكثفة  وُتكون
التغذية الجزء الأكبر من تكاليف تربية الأرانب، ومن الجدير ذكره أن بعض المربين يعتمد في تغذية القطيع على مخلفات الحدائق والمنازل، في حين يعتمد بعضهم الآخر في تغذية قطعانهم على مواد غذائية يزرعونها بأنفسهم، أو يقومون بشرائها كاملة. لذا يضع كل مربي برنامج التغذية الذي يتناسب مع أحوال مزرعته، وإمكاناته، مما يحتم أن يكون لديه معلومات كافية عن أساسيات تغذية الأرانب، تمكنه من وضع البرنامج المناسب للتغذية وينصح بأن يسترشد ببرامج التغذية القياسية، دون الضرورة لتطبيقها حرفيًا.
وقد استخدام العلف المحبحب في تغذية الأرانب المخبرية، ثم توسع استخدامه على المستوى التجاري، في نظم الرعاية المكثفة، لتوفير الغذاء المناسب، بغرض تغطية الاحتياجات الغذائية للأرانب، وتقليل نفقات العمالة ويقوم الجزء الأكبر من المربين التجاريين بتصنيع علائق الأرانب، على هيئة حبيبات في مصانع العلف الملحقة بمزارعهم، وإضافة إلى سهولة تغذية الأرانب على العلائق المصنعة بشكل محبحب فإنها تسهل إمداد الأرانب باحتياجاتها من الفيتامينات، والأملاح المعدنية، والإضافات الغذائية مثل الأدوية وخلافها وعلى الرغم من أن الأغذية المصنعة بشكل محبحب تكون أكثر كلفة من العلائق الجافة؛ فإن إنتاج الأرانب ( التي تتغذى عليها ) من الحليب يكون أكثر غزارة وذلك يساعد على نمو المواليد بصورة سريعة ، ومن طبيعة الأرانب أنها تنثر العليقة، وقد تقلب المعالف غير الثابتة مما يؤدي إلى فقد كبير في كمية العلف المقدم، وخسائر مادية؛ تكون بالغة الأثر في المشاريع التجارية ، وقد بين بعض العلماء سامي (١٩٨٧ ) :
ان إضافة المولاس والدهن الحيواني، بوصفها مادًة لاصقة، لربط مكونات العلف، تزيد من قساوته وتقلل من أثر الغبار في أماكن التربية، هذا بالإضافة لتحسين طعم  الأعلاف، وزيادة استساغتها، وبين سيسوف وزميله ١٩٨٥ ، أن تصنيع علف الأرانب بحالة حبيبية يجعلها أكثر قابلية للهضم، وتحسن القيمة الغذائية، وتزيد من استهلاكه، وأضاف بأن تصنيع الأعلاف بحالة حبيبية يقلل من التلوث بالبكتيريا، أو الفطور، أو الحشرات. وأوضح جبلاوي ( ١٩٩٢ ) أن الأعلاف المحبحبة تقلل من حدوث الاضطرابات الهضمية؛ كالإمساك والنفاخ عند الأرانب، نظرًا لخلو هذه العلائق منالأعلاف الخضراء، وقد أورد سامي ١٩٨٠ أنه يجب إضافة المولاس غير المتخمر عند صناعة الأعلاف الحبيبية لأن إضافته قد تسبب تغييرًا في توازن الحموضة، والقلوية، بالقناة الهضمية عند الأرانب، وتساعد على نمو البكتريا الضارة، وتكاثرها وهذا بدوره قد يسبب في حدوث اضطرابات هضمية، والتهابات معوية، ومن ثم نفوق الأرانب.


يهدف هذا البحث إلى معرفة مدى إقبال الأرانب على الأعلاف المحبحبة، ودراسة
مدى تأثير هذه الأعلاف في نمو الأرانب، مقارنة بالأعلاف المطحونة


مواد العمل وطرائقه :


أجريت تجربتان في وحدة الهضم والاستقلاب بكلية الزراعة، جامعة دمشق، استخدم في التجربة الأولى ٣٦ أرنبًا مفطومًا، من سلالة كاليفورنيا البيضاء، إذ قسمت هذه الأرانب عشوائيًا، وبصورة متساوية، إلى ست مجموعات؛ وضعت أرانب كل مجموعة في قفص خاص، وقدم في كل قفص علف محبحب، وآخر غير محبحب (مطحون) وهما متماثلان في التركيب (الجدول رقم ١). وسمح للحيوانات بتناول هذه الأعلاف بحرية طوال فترة التجربة ٢٥ يومًا، وتم في أثناء التجربة تسجيل معدل استهلاك العلف، وقياس وزن الأرانب، وحساب معدل نموها، واستخدم في التجربة الثانية ٢٤ أرنبًا مفطومًا من السلالة نفسها؛ قسمت بدورها عشوائيًا، وبصورة متساوية، إلى مجموعتين ( ١٢ /مجموعة)
وقد وضعت أرانب كل مجموعة في قفص خاص بها، وقدمت العليقة الآنفة الذكر بشكليها المحبحب وغير المحبحب إلى المجموعتين الأولى والثانية على التوالي، وبحرية تامة لمدة ٢٥ يومًا، وسجلت في أثنائها أوزان الأرانب عند بداية التجربة وعند نهايتها، ثم جرى :
 حساب معدل النمو، ومعامل تحويل العلف ونسبة النفوق، واستخدم اختبار (T) لقياس الفروق المعنوية لكافة المؤشرات المدروسة


الجدول ( ١) تركيب العليقة المقدمة للأرانب في التجربتين الأولى والثانية

النتائج والمناقشة


أشارت نتائج التجربة الأولى (الجدول رقم ٢) إلى أن الأرانب تفضل - بوضوح تام - العلف المحبحب على غير المحبحب؛ حيث بلغ استهلاكها من النوع الأول 97.4%
مقارنة ب ٢,٦ % من العلف غير المحبحب. وبلغ متوسط النمو اليومي للأرانب 40.3% جرام/اليوم

جدول ( ٢)  معدلات الوزن والنمو ونسبة النفوق في التجربة الأولى

جدول ( ٣)  معدلات الوزن والنمو وكفاية تحويل العلف ونسبة النفوق في أرانب التجربة الثانية

تشير الأحرف غير المتشابهة إلى وجود فروقات معنويةP<0.01

أَما نتائج التجربة الثانية (الجدول ٣) فقد بينت أن الأوزان النهائية، ومعدل النمو اليومي، كانت أفضل وبشكل معنوي (P<0.01)في مجموعة الأرانب التي تناولت العلف المحبحب مقارنة بنظيراتها التي تناولت العلف غير المحبحب، وتشير هذه البيانات أيضًا
إلى أن نسبة تحويل العلف إلى نمو كانت أقل في مجموعة الأرانب التي تناولت العلف العادي غير المحبحب. وعزيت نسبة النفوق في كلتا التجربتين إلى إصابة الأرانب بمرض الجرب.


نخلص من نتائج التجربتين السابقتين إلى أن الأرانب تفضل استهلاك العلف المحبحب، ولها قدرة أكبر على الإفادة منه؛ لغرض النمو، وأن الطحن الناعم للخلطة أدى إلى خفض استساغتها، وأصبح غباريًا، وقاب ً لا للهدر، وانخفضت كمية العلف المستهلك.
لهذا يقترح إجراء دراسات أُخر على قطعان كبيرة الحجم، للتأكد من مزايا العلف المحبحب، قبل تطبيقه بصورة عملية وعلى مستوى تجاري.


المصدر : مجلة جامعة دمشق للعلوم الزراعية المجلد الثالث عشر ١٩٩